علم الفلك الغربي
المقدمة
يعتبر علم التنجيم الفلكي
الفلكي من أقدم العلوم السماوية .
فمنذ العصور الأولى للتاريخ عمد الإنسان القديم
إلى مراقبة السماء لدرجة إنها كانت جزء من حياته
وراقب التغيرات الفصلية في المناخ كما آثار
انتباهه قصر وطول الأيام ، في الانقلاب الصيفي
والشتوي
، وتساوي الليل والنهار في الاعتدالين
الربيعي والخريفي ، وقد دونها بأبسط تقويم اعتمده
الإنسان القديم إذ استخدمه في الصيد والزراعة .
إضافة إلى هذه الدورات الروتينية ، فان مواقع
الشمس والقمر كان من أول ما وقع تحت مراقبة
الإنسان القديم وتدوين ملاحظاته حولهما .
كما وثق الظواهر السماوية المهمة كالخسوف والكسوف ،
ثم بدأ يربط بين هذه الظواهر وما يحدث على الأرض
من كوارث وأهوال كالزلازل والبراكين وغيرها من
الأحداث ، وقد وثق القدماء تزامن حدوث هذه الظواهر
والأحداث مع حدوث الظواهر السماوية في السماء ، وكانوا يعتبرونه من ( الفال !) وقد كانت كل قبيلة
تصبغ هذه الأحداث بطريقة أسطورية تلائم عاداتها
الاجتماعية السائدة في حينها .
وقد أصبحت نتيجة لذلك السماء مصدر مليء بالخرافات
والأساطير التي تخبر عن الآلهة والشياطين والرعب…الخ
وكانت تشكل وجود معقد التراكيب ذو مراتب يتم
المراقبة من خلالها وبالتالي إصدار الأحكام على
الحياة والبشر.
من وجهة نظر الحضارات ونمو المعرفة فان المنجمين
الأوائل وثقوا الأحداث بشكل منظم وبصورة تقويم
وضعوا فيه حركة الأجرام السماوية افضل طرق دراسة
حركة النجوم كانت بدراستها على شكل مجاميع او ما
نطلق عليه اليوم كلمة أبراج وعليه قسمت السماء إلى
12 تشكيلة نجمية وكل واحدة منها تحمل اسم برج معين .
أما الكواكب فقد دون القدماء عنها بأنها أجسام لكل
منها هويته وأسطورته الخاصة به وبدأ المنجمون في
حينها بتثبيت مواقع الكواكب وربط هذه المواقع مع
ما يقابلها من الأبراج .
تعامل الإنسان القديم مع التنجيم بواسطة رسم
الخرائط التي عرفت بأبسط أشكالها آنذاك ، وتم
تثبيت حركة الأجرام السماوية بشكل دوائر والتي لا
زالت تعتمد ليومنا هذا نفس المبدأ إلا أن التقدم
التكنولوجي ودخول الكومبيوتر في علم التنجيم جعل
النتائج دقيقة جداً واختصر الزمن الذي كان يحتاجه
المنجم لحساب حركة معينة من اشهر طويلة إلى ثواني
معدودة .
يتناول التنجيم التعامل مع 10 كواكب ، ثمانية منها
أشقاء في طبيعة الحركة مع الأرض وهي عطارد ، الزهرة ،
المريخ ، المشتري ، زحل ، أورانوس ، نبتون ، بلوتو
.
واثنان يختلفان هما الشمس والقمر ... حيث لا يعتبر أي منهما كوكب ، فما الكوكب هي ما يدور حول الشمس ، إلا إننا نشاهد من على سطح الأرض أن القمر والشمس يدوران وهذا نتيجة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ! .
أهتم المنجمون بمواقع هذه الأجرام وأطلقوا عليها
اسم العشرة كواكب وهذا ما نستخدمه إلى يومنا هذا ( نطلق
على الشمس والقمر كواكب مجازاً ) .
تدور هذه الأجرام في مسارات اهليليجية (وبضمنها
الشمس) في حالة اعتبار الأرض هي مركز لهذه
المسارات… واتجاه الدوران واحد … إلا أن سرعة
الكواكب مختلفة واحد عن الآخر فمنهم من يكمل دورته
بعدة اشهر ومنهم ما يحتاج إلى عدة سنوات لذلك .
وحيث أن مسارات هذه الكواكب ثابتة وسرعتها معلومة ، فانه بالإمكان معرفة مواقعها ونسبة موقع كل كوكب
إلى الآخر. وهذه الوضعية للكواكب وضعت في تصميم
أطلق عليه دائرة البروج او الزودياك .
.